أمّا إهمال الأرض وعدم الاهتمام بها فإنّه يعود بالأضرار الفادحة على المزارعين والمواطنين ، ويشيع البؤس والفقر بين الناس.
وحثّ الإمام عليهالسلام السلطة على الاستجابة الكاملة للمزارعين فيما يطلبونه من إصلاح لأرضهم ، وما يعود على زرعهم بالنماء فإنّ إهمال طلباتهم يوجب خراب الأرض ، وموت الزرع.
كما أنّ الاستجابة لطلباتهم فيه زين للمسؤولين ، وتبجحّ لهم بإشاعة العدل ، ومن الطبيعي أنّ ذلك يوجب ربط المواطنين بالدولة وإخلاصهم لها.
أمّا السبب في خراب الأرض فإنّه ناجم عن فقر المزارعين وعدم تمكّنهم من إصلاح زرعهم ، ومن المؤكّد أنّ ذلك ناشئ عن جشع المسئولين ، واهتمامهم بجلب الخراج ، ولا يعيرون أي اهتمام لإصلاح الأرض ، وسنتحدّث في بعض بحوث هذا الكتاب عمّا عاناه المزارعون من الظلم والدمار من الجباة أيام الحكم الأموي والعباسي.
ووضع الإمام عليهالسلام المناهج الرفيعة لعمّال الخراج ، وأوصاهم بتطبيقها والأخذ بها في ميدان عملهم ، وهذه وصيّته بعد البسملة :
من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى امراء الخراج :
أمّا بعد ، فإنّه من لم يحذر ما هو صائر إليه لم يقدّم لنفسه ولم يحرزها ،