فضع
كلّ أمر موضعه ، وأوقع كلّ عمل موقعه.
وإيّاك
والاستئثار بما النّاس فيه أسوة ، والتّغابي عمّا
تعنى به ممّا قد وضح للعيون ، فإنّه مأخوذ منك لغيرك. وعمّا قليل تنكشف عنك أغطية
الأمور ، وينتصف منك للمظلوم. املك حميّة أنفك
، وسورة حدّك ، وسطوة يدك ، وغرب
لسانك ، واحترس من كلّ ذلك بكفّ البادرة ، وتأخير السّطوة ، حتّى يسكن غضبك فتملك
الاختيار ؛ ولن تحكم ذلك من نفسك حتّى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربّك.
ووضع الإمام عليهالسلام بعض المناهج
التربوية لسلوك وإليه وهي :
ـ انّه نهى عن
العجلة في الامور التي ليس وراءها إلاّ الفشل والخيبة ، وأوصى بالتروي فإنّه مفتاح
النجاح ، وإذا اتّضحت الامور وظهرت فعليه المبادرة للفعل أو الكفّ. واللازم أن يضع
كلّ أمر موضعه وفي محلّه.
ـ ونهى الإمام عليهالسلام وإليه من
الاستئثار بما الناس فيه اسوة ، فليس له من سبيل أن يستأثر بشيء يعود لجميع
المواطنين ، فإنّ ذلك ينمّ عن الشره والطمع ، وذلك ممّا لا يليق بالوالي النزيه ...
هذه بعض النقاط التي حفل بها هذا المقطع.
بطانة الولاة :
عرض الإمام عليهالسلام في عهده لمالك
إلى بطانة الولاة الذين يتّخذوهم الولاة مستشارين لهم ، وقد حذّره من الاتّصال
بالأصناف التالية :
١ ـ من يذكرون
عيوب الناس تقرّبا إلى السلطة ، وذلك بإظهار الاخلاص لها ،
__________________