إغراء
، وأولئك قليل.
ثمّ
أكثر تعاهد قضائه ، وافسح له في البذل ما يزيل علّته
، وتقلّ معه حاجته إلى النّاس.
وأعطه
من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك ، ليأمن بذلك اغتيال الرّجال له
عندك.
فانظر
في ذلك نظرا بليغا فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار ، يعمل فيه
بالهوى ، وتطلب به الدّنيا.
نظر الإمام عليهالسلام في هذا المقطع
إلى القضاء والحكّام فأولاهم المزيد من اهتمامه ، وقد حفل كلامه بما يلي :
أوّلا : أن يكون القضاة الذين يعيّنهم للحكم بين الناس أفضل
الرعية في علمهم وتقواهم وتحرّجهم في الدين ، وأن تتوفّر فيهم الصفات التالية.
ـ أن لا تضيق بهم
الامور بل لا بدّ أن يكون على سعة في الخلق.
ـ أن لا يغضبوا
عند مخاصمة الناس عندهم.
ـ أن لا يتمادوا
في الزلل ، ويرجعون إلى الحقّ إذا عرفوه.
ـ أن لا ينقادوا
إلى الأطماع ، ويتّبعوا الأهواء بل يكونون في منتهى النزاهة.
ـ أن لا يكتفوا في
النظر إلى شكاوى الناس ودعاواهم إلى أبسط النظر وإنّما عليهم أن يمعنوا كثيرا في
الامور التي ترفع إليهم.
ـ أن يقفوا
ويتأمّلوا كثيرا في الشبهات حتى يتبيّن لهم الحقّ.
ـ أن لا يضجروا من
مراجعة الخصوم لهم ، ويصبروا عند رفع الدعاوي إليهم.
__________________