وقال في الهدى :
(قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) المائدة : ١٦
وقال (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) التغابن : ١١
فأوضح بهذه الآيات المفسرة عما ذكره في تلك الآيات المجملة.
فأما هذا الضلال منه والهدى فهو يحتمل وجوها منها أن يكون الإضلال العقاب والهدى الثواب وجاز ذلك في الكلام لأن الجزاء عندهم على الشيء يسمى باسم ذلك الشيء على طريق الاتساع وله نظائر في القرآن.
ومنها أن يضل العصاة عن الألطاف في الدنيا التي وعد بها أهل الإيمان.
ومنها للتسمية فقد يقال أكذبني فلان إذا سماني كاذبا وأضلني إذا سماني ضالا قال الشاعر (١)
وطائفة قد أكفروني بحبكم |
|
وطائفة قالوا مسيء ومجرم (٢) |
الآية الثانية
قوله سبحانه :
(وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ). الأعراف : ١٥٦
المواضع المسئول عنها من هذه الآية.
الذي يسأل عنه من معانيها.
_________________
(١) هو الكميت بن زيد الأسدي من ألمع شعراء الدولة الأموية وكان عالما بلغات العرب وأيامهم خصّ أكثر شعره في مديح أهل البيت (عليهم السلام) وأفضله الهاشميات المشهورة توفّي سنة ١ ٢٦ ه
(٢) هو مذنب لا مجرم ، وهو من قصيدته البائية التي أولها :
طربت وما شوقا إلى البيت أطرب |
|
ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب |