وإنما أضيف ذلك إليها كما يقال :
قالت البلدة الفلانية أي قال أهلها.
وقال الله تعالى
(وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) والمراد أهلها.
ومن ذلك قول الله عزوجل
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) النور : ٢٤
وقوله جل اسمه :
(وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فصلت : ٢١
فالقول عندنا في ذلك كله إنه على الاستعارة ومجاز اللغة دون الحقيقة.
والمعنى فيه أن الجوارح لو كانت مما تنطق لنطقت على أصحابها بالشهادة وقالت أنطقنا الله.
وقد يجوز في أبعاض الإنسان ما تقام الشهادة بفعله وإن لم يكن نطق.
والعرب تقول :
رب عين أنطق من لسان ويقولون :
عيناك تشهد بسحرك ونظرك يدل على خبرك.
والشواهد على هذا كثيرة وفيما ذكرناه كفاية
مسألة من عويص النسب
ألا قل لابن أم حماة أمي |
|
أنا ابن أخ ابن أختك غير وهم |
فلو زوجت أختك من أخ لي |
|
فأولدها غلاما كان عمي |
وكان أخي لذاك العم عما |
|
وصار العم مثل دمي ولحمي |
فمن أنا منك أو من أنت مني |
|
أجب إن كنت ذا لب وفهم |
الجواب :
القائل ابن ابن المقول له هو خال أبي القائل وأخت المقول له هي أم أبي القائل.