أمرنا بالتشديد فإنما لا غناء به عن أجوبتنا. (١)
فصل :
من أمالي شيخنا المفيد رحمهالله :
روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان كان معه الإمام الرضا علي بن موسى فبينا هما يتسايران إذ قال له المأمون يا أبا الحسن إني فكرت في شيء فسنح لي الفكر الصواب فيه إني فكرت في أمرنا وأمركم ونسبنا ونسبكم فوجدت القضية فيه واحدة ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية.
فقال له أبو الحسن الرضا عليهم السلام إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك وإن شئت أمسكت.
فقال له المأمون لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه.
قال الرضا عليهم السلام أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فخرج علينا من وراء أكمة من هذه الآكام فخطب إليك ابنتك لكنت مزوجة إياها؟
فقال يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال له الرضا عليهم السلام أفتراه كان يحل له أن يخطب ابنتي؟
فسكت المأمون هنيئة ثم قال أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحما.
وروي أنه لما حج الرشيد ونزل في المدينة اجتمع إليه بنو هاشم وبقايا المهاجرين والأنصار ووجوه الناس وكان في الناس الإمام أبو الحسن موسى
_________________
(١) ما ذكره المؤلّف هنا من الأجوبة هو ملخص ممّا ذكره الشريف المرتضى في الأمالي انظر ج ٢ صلى الله عليه وآله وسلم ١ = ٥.