وهذا كاف في إبطال الاتحاد (١) الذي ادعوه.
وقد سألهم بعض المتكلمين فقال :
إذا كنتم تعبدون المسيح والمسيح إله وإنسان فقد عبدتم الإنسان وعبادة الإنسان كفر بغير اختلاف.
مسألة أخرى عليهم
قال لهم إذا كان المسيح عندكم من مجموع شيئين إله وإنسان فأخبرونا عن القتل والصلب على ما ذا وقع أتقولون إنه وقع بهما أم بأحدهما فإن قالوا بهما قيل لهم ففي هذا أن الإله ضرب وصلب وقتل ودفن وهي فضيحة لا ينتهي إليها ذو عقل.
وإن قالوا بل وقع ذلك على أحدهما وهو الناسوت لأن اللاهوت لا يجوز عليه هذا.
قيل لهم فإذا قد صح مذهب المسلمين في أنهم ما قتلوا المسيح ولا صلبوه لأن المسيح عندكم ليس هو الناسوت بانفراده وإنما هو مجموع شيئين لم يظفر اليهود إلا بأحدهما الذي ليس هو المسيح.
مسألة أخرى عليهم
يقال لهم أيجوز أن يكون جسم متحرك وشخص آكل شارب تحله الأعراض الحادثات وتناله الآلام والآفات قديما؟
فإن قالوا يجوز ذلك لم يأمنوا أن يكون ناسوتا قديما.
وإن قالوا لا يجوز ذلك
قيل لهم فالمسيح عليهم السلام كانت فيه هذه الصفات معلومات مرئيات.
فإن أنكروا ذلك كابروا وقبح (٢) معهم الكلام.
_________________
(١) في النسخة : الإلحاد
(٢) في النسخة (وأقبح).