وهذا الذي اتفق لي من الكلام في البداء.
مسألة :
فإن قال قائل ما تقولون في الذبيح ومن كان من ولدي إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم أكان إسماعيل أم إسحاق عليهم السلام؟
قلنا الذبيح عندنا هو إسماعيل وبهذا يشهد ظاهر القرآن والخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أما القرآن فإن الله تعالى قال حكاية عن إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم :
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) الصافات : ١٠٠
فأخبر عن سؤاله في الولد قال الله تعالى :
(فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) الصافات : ١٠١
ثم أخبر عن حال هذا الغلام فقال :
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ). الصافات : ١٠٢
فوصف قصة الذبح المختصة بهذا الغلام إلى قوله :
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ). الصافات : ١٠٥
ثم قال بعد ذلك :
(وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) الصافات : ١١٢
فأعلمنا أن إسحاق أنما أتاه بعد الولد الأول الذي أجيبت فيه دعوته ورأى في المنام أنه يذبحه.
وهذا يدل على أنه غير إسحاق وليس غيره ممن ينسب هذا إليه إلا إسماعيل عليهم السلام.
وأما الخبر المأثور فقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا ابن الذبيحين (١)
_________________
(١) انظر أعلام النبوّة للماوردي صلى الله عليه وآله وسلم ١ ٤٣