إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة أخلاق القرآن [ ج ١ ]

موسوعة أخلاق القرآن [ ج ١ ]

28/262
*

شأنه ولا من سنته في نظام الاجتماع أن يهلك الأمم بظلم منه لهم ، أو بشرك يقع منهم وهم مصلحون في سيرتهم وأعمالهم ، وإنما يهلكهم بظلمهم وإفسادهم ، كما قال : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) ، وقال في الاحكام (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

وإذا كان القرآن الكريم قد استعمل كلمة «الميزان» بمعنى العدل ، فإنه قدر كرر الدعوة إلى العدل في الوزن الحسي المعروف فقال : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ). وقال : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ). وقال : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ). وقال (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ). وقال : (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ). وقال : (وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ).

وحذّر القرآن الكريم من الظلم في الكيل والوزن فقال : «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ، أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ»؟ .. وفي هذا اليوم الخطير يضرب الله المثل الأعلى للعدل حيث يقول : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ).

ولا شك أن ضبط الكيل والوزن مظهر جليل من مظاهر العدل تصان به الحقوق بين العباد.

* * *

ولقد عبّر القرآن الكريم عن العدل بثلاث كلمات هي : العدل ، والقسط والميزان ؛ وقد استعرضنا مواطن لاستعمال مادة «الوزن» بمعنى العدل في القرآن الكريم ، وأما القسط فهو النصيب الذي يعطى بالعدل والحق ، وقد جاء في القرآن قوله تعالى : (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ). وقوله : (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ، وقوله : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ). وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ).