(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ، وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ، ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً). أي إذا شارف النساء المطلقات آخر عدتهن فراجعوهن إن أردتم العودة إلى الحياة الزوجية بحسن عشرة وجميل معاملة ، أو اقطعوا الحياة الزوجية قطعا نهائيا ، إن أردتم الانفصال ، مع الوفاء بالحقوق والابتعاد عن الأضرار ، وأشهدوا شاهدين عادلين على الرجعة ، أو على الفراق ، حتى لا تكون هناك ريبة أو تنازع ، وليكن الشهود متقين لا يدخلون على الشهادة أيّ عوج أو انحراف ، بل عليهم أن يجعلوها عادلة مستقيمة خالصة لوجه الله تعالى :
وكذلك أمر القرآن بالعدل في الشهادة على الوصية ، وذلك في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ (١) فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ).
وأوجب كتاب الله المجيد العدل حين الإصلاح بين الطائفتين المتنازعتين من المؤمنين ، فقال : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ، فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
والقرآن يوجب علينا العدل حتى مع من نبغضهم ونكرههم ، وهذه مثالية كريمة في تطبيق العدل ، وفي ذلك يقول القرآن : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى).
أي لا يحملنكم بغضكم قوما أو عداوتكم لهم على الجور عليهم ، أو الظلم
__________________
(١) سرتم وارتحلتم وسافرتم.