واجعل عليهم رجزك وعذابك ، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب ، إله الحق».
رواه أحمد والنسائي وابن كثير في سيرته.
* * *
وما دمنا قد عرضنا لأقوال الرسول الكريم في الاطمئنان والثبات ، فلا يليق بنا أن ننسى موقف الرسول الخالد الذي علم به الدنيا كلّها كيف يكون الثبات على الحق ، والاستمساك بالعقيدة ، وذلك يوم قال : «والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته ، حتى يظهره الله او أهلك دونه» .. ولا عجب ولا غرابة ، فإن رسول الله عليه صلوات الله وسلامه ، الذي ثبّت الله قلبه ، وقواه وجعله راسخا في ثباته كالجبال ، فقام بأعباء الرسالة ، ونشر الدعوة ، وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك. ولذلك يقول له رب العزة في سورة هود :
(وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ ، وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ ، وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ، وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ، فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ، وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
وكما دعا القرآن الى ثبات القلوب وثبات الأقدام ، وثبات الحس والنفس في ميدان النضال والجهاد ، دعا الى «ثبات الكلمة» وثبات الكلمة هو الاتيان بها على وجهها صادقة واضحة صريحة ، يدعو اليها الحق ، ويوجهها العدل ، ويحث عليها الانصاف ، ولذلك قال سيد الخلق رسول الله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : «أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر». ولقد قال القرآن الكريم :