/ أمّا الحجب فروى عن جعفر بن محمّد أنّه قال : خلق الله قبل خلق العالم اثنى عشر حجابا ، أوّلها : حجاب الإرادة ، ووقف فيه نور محمّد صلىاللهعليهوسلم اثنى عشر ألف سنة ، وكان تسبيحه فى ذلك الحجاب : سبحان عالم السرّ وأخفى. ثم نقله إلى حجاب المشيئة وأوقفه فيه أحد عشر ألف سنة ، وكان تسبيحه فيه : سبحان الرّفيع الأعلى. ثمّ نقله إلى حجاب الرّحمة ، وبقى فيه عشرة آلاف سنة ، وتسبيحه : سبحان الله وتعالى. ثم انتقل إلى حجاب الكرامة ، ولبث فيه تسعة آلاف سنة ، وتسبيحه : سبحان من هو عدل لا يجور. ثمّ انتقل إلى حجاب السّعادة ، ولبث فيه ثمانية آلاف سنة ، وتسبيحه سبحان من هو عالم لا يسهو. ثمّ انتقل إلى حجاب الفضل ، وبقى سبعة آلاف سنة ، وتسبيحه : سبحان من هو غنىّ لا يفتقر. ثم صار إلى حجاب المنّة ، وبقى فيه ستة آلاف سنة ، وتسبيحه ، سبحان العليم الحكيم. ثمّ انتقل إلى حجاب الهداية ، وبقى فيه خمسة آلاف سنة ، وتسبيحه سبحان ربّ العرش العظيم. ثمّ انتقل إلى حجاب اللّطف ، ولبث أربعة آلاف سنة ، وتسبيحه : سبحان الأوّل المبدئ. ثم صار إلى حجاب الكرم ولبث فيه ثلاثة آلاف سنة ، وتسبيحه : سبحان الباقى المغنى. ثمّ دخل فى حجاب العناية ومكث ألفى سنة ، وتسبيحه : سبحان الحىّ الّذى لا يموت. ثمّ انتقل إلى حجاب الكفاية وبقى ألف سنة ، وتسبيحه سبحان الملك الذى لا يزول.
ثمّ أخرجه من الحجب وعرضه على أربعين بحرا : وهى : بحر العظمة ، وبحر القدرة ، وبحر العزّة ، وبحر الجلال ، وبحر الجمال ، وبحر الكمال ، وبحر الرّأفة ، وبحر الجود ، وبحر الزّين ، وبحر الصّدق ، وبحر الصّفاء ، وبحر الرّضاء ، وبحر الرّجاء ، وبحر الوفاء ، وبحر السّخاء ، وبحر الخشوع ، وبحر الخضوع ، وبحر التّواضع ، وبحر المعرفة ، وبحر العبرة ، وبحر الحكمة ، وبحر المحبّة ، وبحر العصمة ، وبحر السّكينة ، وبحر العلم ، وبحر العقل ، وبحر الرّفق ، وبحر الصّبر ، وبحر الخوف ، وبحر التّقوى ، وبحر اليقين وبحر الكرم ، وبحر اللّطف ، وبحر الشّرف ، وبحر الإيمان ، وبحر العبرة ، وبحر الفطنة ، وبحر الفكرة ، وبحر الشكر ، وبحر الرّحمة ، فلمّا عرضه على هذه البحار انتقل خصالها إلى جبلّته ، وتحلّى بجلالها. وحين خرج من البحار نفض نفسه انتفاضة انفصلت منه