النّاس رأى الشيب. فقال يا ربّ ما هذا؟ فقال الله تعالى : وقار ، فقال : يا ربّ زدنى وقارا». وروينا فى تاريخ دمشق بزيادة «وأوّل من استحدّ وقلّم أظفاره».
أخبرنى المسند المعمّر الشيخ محيى الدّين أبو زكريّا يحيى بن محلى بن الحدّاد عن الشيخ أبى زكريّا يحيى النّواوىّ عن أبى محمّد بن قدامه عن أبى حفص بن طبرزد ، عن أبى فتح الكروخىّ ، عن القاضى ابن عامر ، عن أبى محمّد الجرّاحىّ ، عن أبى العباس المحتوى ، عن أبى عيسى التّرمذىّ ، عن عبد الله بن أبى زياد عن يسار ، عن عبد الواحد بن زياد ، عن عبد الرّحمن ابن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرّحمن عن أبيه عن ابن مسعود رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقيت إبراهيم ليلة أسرى بى فقال يا محمّد أقرئ أمّتك منى السّلام وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة ، عذبة الماء ، وأنّها قيعان ، وأنّ غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر» (١). قال الترمذىّ : حديث حسن.
وفى تاريخ دمشق : ولد إبراهيم بغوطة دمشق بقرية يقال لها برزة (٢) هكذا فى هذه الرواية ، والصحيح أنّه ولد بكوثى (٣) من أرض العراق بإقليم بابل ، وإنما نسب إليه هذا للمقام ببرزة ، لأنّه صلّى فيه لما جاء معينا للوط عليهالسلام.
وفى التاريخ المذكور : أنّ أبا إبراهيم آزر كان من أهل حرّان ، وأنّ أمّ إبراهيم اسمها بونا (٤) وقيل نونا ، وأنّ نمروذ حبسه سبع سنين ثم ألقاه فى النار. وأنّه كان يدعى أبا الضّيفان ، وتجارته كانت فى البرّ ، ـ وأنّ النار لم تنل منه إلّا وثاقه لتنطلق يداه. ولمّا قال الله تعالى : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)(٥) بردت النار فى ذلك الوقت على أهل المشرق والمغرب ، وأنّ (٦) جبريل مرّ به حين ألقى فى الهواء فقال : / «يا إبراهيم
__________________
(١) أخرجه الترمذى عن ابن مسعود (الفتح الكبير) وبرواية رأيت إبراهيم أخرجه الطبرانى عن ابن مسعود (الفتح الكبير).
(٢) وفى معجم البلدان (برزة) : وهو غلط وأجمعوا على أن مولده كان ببابل من أرض العراق.
(٣) وانظر معجم البلدان (كوثى) ففيه تفصيل.
(٤) فى ا ، ب : «لونا وقيل ايلونا» من غير نقط وفى معجم البلدان (كوثى) ، أمه بونا بنت كونبا بن كوثى وفيه أيضا : قال أبو بكر أحمد بن أبى سهل الحلوانى كنا روينا عن الكلبى «نونا» بنونين وحفظى «بونا «بالباء فى أوله
(٥) الآية ٦٩ سورة الأنبياء
(٦) من هنا إلى قوله نسلها فى نهاية الأرب ١٣ / ١١٢