العازر (١) أحياه بعد موته ودفنه بثلاثة أيّام ، فقام وعاش مدّة وولد له ولد. ومنهم بنت العاشر (٢) ، أحياها وولدت بعد ذلك ؛ ومنهم سام بن نوح وعزير وقصصهم (٣) مشهورة ، ومنها إخباره بالمغيّبات ، قال الله عزوجل إخبارا عنه (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)(٤) ومنها مشيه (٥) على الماء ، ومنها نزول المائدة عليه من السّماء ، ومنها رفعه إلى السّماء. وقد ثبت فى الصّحيحين أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ينزل عيسى بن مريم من السّماء ويقتل الدّجّال بباب لدّ» ، وأحاديثه فى قصّة الدجّال مشهورة فى الصّحيح. وينزل عيسى حكما عدلا رسولا ، وإنّما يصلّى وراء الإمام منّا تكرمة الله لهذه الأمة. وجاء أنه يتزوّج بعد نزوله ويولد له ، ويدفن عند النبىّ صلىاللهعليهوسلم.
قال بعضهم :
هذا ابن مريم فى مجال الجاه |
|
فى عزّه متكامل متناهى |
فى مهده للأمّ أوحى شاهدا |
|
متكلّما بأوامر ونواهى |
فالطّين فى يده كهيئة طائر |
|
يرمى بها طيرا يطير كما هى |
والأكمه المكفوف عند دعائه |
|
عيناه تبصر والبصير يضاهى |
/ أبرى من ابرص ما يشين جماله |
|
ليس الطبيب بما يليه يباهى |
كم ميّت متفتّت فى قبره |
|
أحيا بإذن الله روح الله |
ولنجعل هذا آخر ما تيسّر من الكلام على لطائف التنزيل العزيز. وإيراد المعانى الجمة فى اللّفظ الوجيز. وقد وفق الله تعالى لإكماله وإتمامه ، بمنّه وجوده وأفضاله وإنعامه فى أسرع زمان ، وأقرب مدّة الإمكان. والحمد لله ربّ العالمين على فضله الموفور. وقبوله منّا عفو خاطرنا المبرور ، وصلاته وسلامه على سيّد المرسلين. وخاتم النبيّين ، وحبيب ربّ العالمين. وعلى آله وعترته الطاهرين الطيّبين. وأصحابه السّادة الغرّ المحجّلين. وعلى من تعلّق بحبّهم وتبعهم بإحسان إلى يوم الدّين. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
__________________
(١) فى ا ، ب : العادر وهو تصحيف ما أثبتناه عن نهاية الأرب ١٤ / ٢٣٠ وفى الأخبار أنه كان صديقه.
(٢) فى نهاية الأرب ١٤ / ٢٣٠ : العازر وما هنا موافق لما فى قصص الأنبياء للثعلبى (ط الشرقية) والعاشر رجل كان يأخذ العشور من الناس.
(٣) فى ا ، ب : وقصتهم ، وما أثبتناه هو الموافق للسياق.
(٤) الآية ٤٩ سورة آل عمران.
(٥) لم ترد فيما ذكره القرآن من معجزاته ولا فيما من الله به عليه.