بنى آدم من مولود لا يمسّه الشيطان حين ولد فيستهلّ صارخا من مسّه إيّاه إلّا مريم وابنها (١)» ، وروياه من طرق بألفاظ متقاربة ، ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم (إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ)(٢) ، وعنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أنا أولى الناس بابن مريم فى الدّنيا والآخرة ، ليس بينى وبينه نبىّ ، الأنبياء إخوة ، أبناء علّات أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد (٣)» رواه الشيخان فى الصّحيحين. ورويا أيضا فى حديث الإسراء عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى فى السّماء الثّانية ابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريّا» (٤) وفى الصّحيحين عن أبى هريرة أنّ النبىّ صلىاللهعليهوسلم حين أسرى به قال «لقيت عيسى فإذا ربعة أحمر كأنّما خرج من ديماس» (٥) يعنى حمّاما. وفى الصحيحين عنه عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال : «رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له : أسرقت؟ قال كلّا والّذى لا إله إلّا هو. فقال عيسى : آمنت بالله وكذّبت عينى (٦)» وفى الصّحيحين عنه عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال «ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصّليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتّى تكون السّجدة الواحدة خيرا من الدّنيا وما فيها (٧)» ثم يقول أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)(٨) وفى الصّحيحين عن عبادة بن الصّامت عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال «من شهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنّة حقّ والنار حقّ أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل (٩)» ، / وفى صحيح مسلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه
__________________
(١) أخرجه البخارى عن أبى هريرة (الفتح الكبير).
(٢) الآية ٣٦ سورة آل عمران
(٣) أخرجه الشيخان والإمام أحمد وأبو داود عن أبى هريرة (الفتح الكبير).
(٤) أخرجه الشيخان والإمام أحمد والنسائى عن مالك بن صعصعة.
(٥) رواية البخارى عن ابن عمر فى كتاب التفسير «ورأيت عيسى رجلا مربوعا ، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ، وفى الفتح الكبير أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس.
(٦) أخرجه الشيخان والإمام أحمد والنسائى عن أبى هريرة (الفتح الكبير).
(٧) فى الفتح الكبير حديث أخرجه الحاكم عن أبى هريرة تختلف بعض ألفاظه وينقص عن هذه الرواية وبلفظ ليهبطن عيسى بن مريم.
(٨) الآية ١٥٩ النساء
(٩) أخرجه البخارى والإمام أحمد عن عبادة بن الصامت بزيادة فيه (الفتح الكبير)