مشى
إلى رسول الله وقال : الصلاة خير من النوم ، فلما أقر صلىاللهعليهوآله فعله بعد الأذان وجب أن يكون هناك موضعه ، لأنّه كان بعد الأذان فهو أبلغ في الإعلام . ثمّ ختم الأستاذ كلامه بالقول :
قلت
[ والكلام للأفغاني ] : أما مذهب الإمام وصاحبه ـ كما عُلم من الروايات التي نقلت من عيون كتب المذهب : أن قوله « الصلاة خير من النوم » بعد الأذان ، فوالله أعلم متى هجر ، وصار تعامل الأمة على خلافه ، وقواعد المذهب
مصرِّحة بأن لا يفتى إلّا بقول الإمام إلّا إذا صار تعامل القوم بخلافه فإنّه حينئذ لا يفتى به
، صرح به في (البحر الرائق) في بحث الشفق بعد المغرب . .
وأما
ما نقله عن الطحاوي فهو في (شرح معاني الآثار) قال فيه : وهو
قول أبي حنيفة وأبي يوسف ، ومحمد
، فوالله أعلم من أين له قولهم ، وكتب القوم مشحونة بخلافه
، وكذا قول القاضي خان في رواية البلخي وأبي يوسف من أين جُعلت له ، ومن أصحابنا ها هنا حتى رويا عنهم ، فكان ينبغي له أن يقول : رويا عن أبي حنيفة لا عن أصحابنا ، لأن أصحابنا : الإمام ، وصاحباه ، وزفر ، والحسن .
وبهذا
فقد عرفت أن السيرة جرت عند الأحناف على الأخذ بالتثويب في الأذان رغم عدم ثبوته عند أبي حنيفة والشيباني وأبي يوسف ، بل تصريحهم بأنّه مما أحدثه الناس لاحقاً وفي زمن التابعين على وجه الخصوص .
______________________