ولا ينطلي على الباحث المحقق بأنّ الأمويين وقفوا أمام انتشار ذكر محمّد وآله في الأذان والتشهد والخطبة بل في كل شيء .
وحرّفوا مكان الإسراء من شعب أبي طالب (١) أو من بيت خديجة (٢) أو من بيت أمّ هاني بنت أبي طالب (٣) أخت الإمام عليّ ، فجعلوه من بيت عائشة ، وأغفلوا وجود اسم الإمام علي ضمن المضطجعين مع النبيّ عند العروج أو البعثة ، كما أنّهم غيّروا اسم الإمام علي الموجود على ساق العرش إلى أبي بكر كما جاء في رواية القاسم بن معاوية الذي قال للصادق عليهالسلام : هؤلاء يروون حديثاً في معراجهم أنّه لمّا أُسري برسول الله رأى على العرش مكتوباً « لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، أبو بكر الصدّيق » .
فقال : سبحان الله !! غيّروا كلّ شيء ، حتّى هذا !
قلت : نعم .
فقال الصادق عليهالسلام ـ ما ملخصه ـ انّ الله تعالى لمّا خلق العرش ، والماء ، والكرسي ، واللوح ، وإسرافيل ، وجبرائيل ، والسماوات والأرضين ، والجبال ، والشمس ، والقمر كتب على كلّ منها : « لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين » ثمّ قال عليهالسلام : فإذا قال أحدكم لا إله إلّا الله محمّد رسول الله فليقل : « عليّ أمير المؤمنين » (٤) .
______________________
(١) فتح الباري ٧ : ٢٠٤ ، الدر المنثور ٥ : ٢٢٧ .
(٢) التفسير الكبير للرازي ٤ : ١٦ ، المجموع للنووي ٩ : ٢٣٥ ، شرح الازهار ١ : ١٩٩ .
(٣) تفسير الطبري ١٥ : ٢ ، الدر المنثور ٥ : ٢٠٩ ، فتح الباري ٧ : ٢٠٤ .
(٤) أنظر الاحتجاج ١ : ٢٣١ ، بحار الأنوار ٢٧ : ١ / ح ١ .