مع وصيته الأخرى في أهل بيته لمّا حضرته الوفاة ومنع عمر كتابة ذلك الكتاب ، بدعوى : انّ النبيّ غلبه الوجع وعندنا كتاب الله (١) .
وقول ابن عباس : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه (٢) .
وقول عمر لابن عباس : أراد أن يَذْكُرَهُ للأمر في مرضه فصددته عنه خوفاً من الفتنة ، وانتشار أمر الإسلام ، فعلم رسول الله ما في نفسي وأمسك ، وأبى الله إلّا امضاء ما حتم (٣) .
إذا جمعنا كلّ ذلك عرفنا مغزى حذف الحيعلة الثالثة وإضافة الصلاة خير من النوم .
ويضاف إلى ذلك ما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لمّا كان في مرض رسول الله الذي توفّي فيه دعاء بصحيفة ليكتب فيها لأمّته كتاباً لا يضلون ، قال : فكان في البيت لغط وكلام ، وتكلّم عمر بن الخطاب ، قال : فرفضه النبيّ ... (٤) .
______________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٥٤ / ح ١١٤ ، من كتاب العلم باب كتابة العلم ، وكتاب المغازي باب مرض النبيّ ووفاته ٣ : ٣١٧ / ح ٨٧١ و / ح ٨٧٢ وكتاب المرض والطب باب قول المريض قوموا عنّي ٥ : ٢١٤٦ / ح ٥٣٤٥ ، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة باب كراهية الخلاف ٦ : ٢٦٨٠ / ح ٦٩٣٢ .
(٢) صحيح البخاري ١ : ٥٤ / ح ١١٤ ، ٤ : ١٦١٢ / ح ٤١٦٩ ، ٥ : ٢١٤٦ / ح ٥٣٤٥ ، ٦ : ٢٦٨٠ / ح ٦٩٣٢ .
(٣) شرح نهج البلاغة ١٢ : ٧٩ ، بحار الأنوار ٣٠ : ٥٥٥ .
(٤)
الطبقات الكبرى ٢ : ٢٤٣ وفي مسند أحمد ٣ : ٣٤٦ / ح ١٤٧٦٨ ، انّ النبيّ دعا عند
موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده ، قال : فخالف عليه عمر بن الخطاب حتّى
رفضها . بل سعى هو وأنصاره من الأمويين أن يضعوا ما يضادّه ، فجاء في مسند أحمد ٨ : ١١٥ ، وكنز
العمال ٦ : ٢٦٤ عن عائشة قولها : لمّا ثقل رسول الله قال لعبد الرحمن بن أبي بكر : ائتني بكتف
ولوح حتى
=