كاشفاً الوجه الآخر لها ، لأنّهم غالباً ما يشيرون إلىٰ المعنى الظاهري لهذه الجملة وأنّ الصلاة هي أفضل وأحسن من النوم دون بيان خلفيات المسألة العقائدية والفكرية ، فما جئت به هنا هو وجهة نظر جديدة ، قد ترضي بعضاً وقد تغيض آخرين ، أطرحها للنقاش والمداولة ، لارتباطها بمسألة مهمّة ، وهي مسألة الإمامة والخلافة بعد رسول الله ، مؤكّداً بأنّ الإمام الإلهيّة ملحوظة في كثير من الأحكام الشرعية ، لكن من المؤسف بأنّ يد التحريف قد طالت أُصولها وقوائمها وحرفتها عن أُصولها وجاءت بالبديل عنها ، كما طالت أُموراً أخرى غيرها في الشريعة والتاريخ .
من المباحث الأساسية والهامّة في علم الكلام وأصول العقيدة هو مبحث الإمامة ، وهل الإمامة هي إمامة إلهية أم إمامة سياسيّة واجتماعية ويأتي تعيين الإمام على يد الأمّة لا من قبل الله .
فذهبت الإماميّة الاثنا عشرية إلى القول الأوّل ، والآخرون إلى القول الثاني . وقد استدلّ الشيعة الإماميّة على عقيدتهم الحقّة بأدلّة من القرآن والسنّة المطهرة ويعضدهما الدليل العقلي ، كما استدلّ الآخرون بأدلّة أخرى ، هي ألصق بالمصادرات والتبرعات .
وإنّي في هذا الجانب أُريد أن أوكد على زاوية جديدة في عملنا العقائدي الكلامي ، وهي بيان الاقتران العقلي والشرعي بين أصل الإمامة ومسائل الفقه ، وهو وإن لم يكن دليلا برأسه لإثبات سماوية الإمامة لكن يمكن الاستفادة منه كشاهد ومويّد لما نقوله ونعتقد به .
فإنّ
ممّا لا سبيل إلى إنكاره أنّ للإمامة مدخليّة مباشرة في كثير من الأحكام الشرعية ، وقد لا نغالي إذا اعتقدنا أنّ علاقة الإمامة بفروع الدين وأحكامه كعلاقة