الأخرى
إلّا بإذنها ، وقد جاء ذكر تلك البيوت في القرآن الكريم إذ قال سبحانه : ( وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ ... * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي
بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ... ) .
كما
أنّه سبحانه أمر المؤمنين بعدم دخول بيوت النبيّ إلّا بإذنه وإذن أزواجه ، فقال سبحانه : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن
يُؤْذَنَ لَكُمْ )
.
إذن
، فبيت فاطمة الزهراء عليهاالسلام كان أوّل بيت بناه
رسول الله بعد مسجده ، وقد اختصَّ هذا البيت بنفسه بعد أن انتقلت الصدّيقة الطاهرة إلى بيت بعلها أمير المؤمنين علي ، فكان هذا البيت محلّ عبادة رسول الله صلىاللهعليهوآله ومناجاته لربّه ، وهو محلّ لمن يريد أن يخلو به من المؤمنين ، ولم يُسكن فيه أحداً من أزواجه ، وهذا البيت صار
محلاً لدفنه بوصيّة منه .
وبعد
وفاة رسول الله وفاطمة الزهراء انتقلت عائشة من بيتها الذي هو في قبلة المسجد إلى هذا البيت ، وهذا هو الذي فسح لها المجال أن تدفن فيه الشيخين بدون استئذان أحد من نسائه أو أولاده وأسباطه وأحفاده ، بل منعت الحسن السبط من الدفن بجوار جدّه رسول الله ممّا أساء بعضَ الصحابة وأهل البيت خصوصاً ابن عبّاس
.
وممّا
يؤكّد كلامنا ، وأنّ حجرة عائشة كانت في قبلة المسجد ، هو النصوص المحكيّة ، فجاء عن أنس بن مالك بطرق متعدّدة ، وكذا جاء عن غيره ، منها المرويّ في (صحيح البخاري) عن عقيل عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أنس قال :
______________________