ولا يقال إن صحيح الإمام البخاري كذلك أيضاً ، لأنا نقول ما في الموطأ هو كذلك مسموع لمالك غالباً وهو حجة عنده وعند من يقلده ، وما في البخاري حذف اسناده عمداً اما لقصد التخفيف إن كان ذكره في موضع آخر (١) .
* * *
إذن الخبر مروي في كتابٍ حديثي لأحد أئمة المذاهب الأربعة ، وهو صريح في أنّ التثويب لم يكن على عهد رسول الله بل إنّ عمر بن الخطاب هو الذي أمر مؤذّنه بأن يضعه في الأذان .
كما اعترف ابن رشد المالكي (٥٢٠ ـ ٥٩٥ هـ) بهذه الحقيقة وأنّ بعض من الناس كانوا يعتقدون بأنّه لم يكن يقال في زمن رسول الله ، وإنّما قيل في عهد عمر بن الخطاب ، إذ قال في بداية المجتهد :
|
واختلفوا في قول المؤذن في صلاة الصبح (الصلاة خير من النوم) هل تقال فيها أم لا ؟ فذهب الجمهور إلى أنّه يقال ذلك فيها ، وقال آخرون إنّها لا يقال لأنّها ليست من الأذان المسنون وبه قال الشافعي ، وسبب اختلافهم : هل قيل في زمان النبي أو إنّما قيل في زمان عمر ؟ (٢) |
فلماذا لا يقول ابن رشد : إنّما قيل (في زمن أبي بكر) ، أو (في زمن معاوية) ، أو في زمن غيرهم ، بل خصّه بزمن عمر !! ألا يعني كلامه بأنّه كان لعمر دور في التثويب وأنّه وأنصاره كانوا ورائه .
______________________
(١) الرسالة المستطرفة : ٤ ـ ٥ .
(٢) بداية المجتهد