|
ونحن وايم الحق نحترم الدليل ونستضيء بنور البرهان ونجل الأحاديث النبوية ونحتجّ بها في إثبات آرائنا كافة ، فلو ثبت عندنا ان هذه العبارة لم تكن على زمن رسول الله وان عمر قد أضافها إلى الأذان لقلنا بذلك وصرّحنا به من دون خوف أو وجل كما قلنا بأنّ عثمان هو من أضاف الأذان الثالث يوم الجمعة . |
فعلاء الدين البصير كان قد اعترف قبل صفحات من كلامه هذا بأنّ التثويب لم يكن في صدر الإسلام وبدء الأذان وهو ما قد شرّع لاحقاً ، ثم قال بعد ذلك معلقاً على كلام محقق (بحار الأنوار) :
|
أقول : انّ المحقق أراد بهذا الهامش أن يدلس على القارئ ويوهمه بأنّ هذه الأحاديث خالية من عبارة « الصلاة خير من النوم » وذلك من خلال أشارته إلى الأحاديث التي ذكر فيها فصول الأذان عند بدء تشريع الأذان ، وهذا صحيح فهي خالية من عبارة « الصلاة خير من النوم » لأنّ تشريع عبارة « الصلاة خير من النوم » جاءت متأخرة حالها حال كثير من الأحكام التي شرعت في الإسلام خلال مدة ٢٣ سنة . |
فنسأله متى شرّعت تلك إذن ؟ وفي أي سنة ؟ فإنّه بكلامه هذا قد اعترف بعدم تشريعها على عهد رسول الله ـ أوّل دخوله صلىاللهعليهوآله المدينة ـ وأنّ هذه الجملة لم تكن في روايات فصول الأذان عند بدء تشريعه ، كما أنّه يعلم بأنّ التثويب لم يرد في روايات الأذان التي حكاها زيد بن عبد الله بن عبد ربه فمتى شرّعت إذن ؟
فإن
أراد القول بأنّها شرّعت في أخريات حياته المباركة صلىاللهعليهوآله وما جاء عن أبي محذورة عنه ، فالشافعي قد شكّك في حكايته عن رسول الله وإن أُريد الاستدلال