فأنت الذي أعطيتَ إذ كنت راكعاً |
|
زكاةً فدتك النفس يا خيرَ راكعِ |
فأنزَلَ فيك اللهُ خيرَ ولايةٍ |
|
وأثبتها أثنا كتاب الشرائعِ (١) |
إذن هذه الآية لها دلالة على الإمامة الإلهيّة ، وأنّها لله ولرسوله وللرجل الأكمل من المؤمنين أعني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام مع أنّها أُوّلت وفُسّرت بتفسيرات بعيدة كالقول بأنّ « الركوع » يعني الخشوع والتذلّل ، أو أنّ « الوليّ » تعني الناصر والمحبّ .
فالله حينما خاطب المؤمنين ـ وليس المنافقين والمنحرفين ـ بقوله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ... ) دخل في الخطاب النبيُّ وغيره ، ثمّ قال : ( وَرَسُولُهُ ) ، فأخرج نبيّه صلىاللهعليهوآله من ذلك العموم ، ثمّ خصَّ الإمام عليّاً عليهالسلام بصيغة الجمع تعظيماً له في قوله : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، إذ لا يُعقَل أن يكون المقصود من الخطاب جميع المؤمنين الذين يعطون الزكاة .
كما لا يصحّ ما قالوه بأنّ الركوع بمعنى الخشوع والتذلّل وما شابه ذلك ، إذ لا معنى حين ذاك لجعل ولايته قسيماً لولاية الله وولاية رسوله ، إذ هي ستكون لجيمع المسلمين .
فالولاية جاءت في سياق واحد وهي ولايتان الأولى وهي بالأصالة والحقيقة ، والأُخْرَيان بالتبع ، فلا يمكن أخذ أحد المعنيين بمعنى التصرّف والأولوية وأخذ المعنى الآخر بمعنى المحبّة ، إذ يلزم منه استعمال اللفظ في أكثر من معنى .
بلى ، إنّ الخلفاء وأتباعهم قد استخفّوا بالأذان ـ وغيره من الأحكام الشرعيّة ـ واعتبروا تشريعه كان عن منامٍ رآه أحدهم ! في حين أنّ الإمام الحسين عليهالسلام قال عنه
______________________
(١) روح المعاني ٦ : ٤٥٨ ـ سورة المائدة تفسير الآية ٥٥ .