هذه كلّها تبيّن سلسلة العلّة والمعلول ، أي تبدأ بالعلّة غير المستقلّة حتّى تصل إلى علّة العلل ومسبّب الأسباب ، أي الذات المقدّسة لله تبارك وتعالى حيث يكون كلّ سبب مديناً له في تأثيره.
* * *
٥ ـ «توحيد الربوبية» في الأحاديث الإسلامية
لقد انعكس هذا المضمون بصورة واسعة في الروايات والأدعية المأثورة عن المعصومين : ومنها الأدعية المختلفة التي وردت في الجزء الثاني من اصول الكافي ، حيث تلاحظ هذه العبارات خلال الأدعية : «اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع ... رب العرش العظيم ... ربّ المشعر الحرام وربّ البلد الحرام وربّ الحل والحرام ... الحمد لله ربّ الصباح ... ربّ الملائكة والروح .. ربّ المستضعفين .. ربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وربّ القرآن العظيم وربّ محمّد خاتم النبيين» (١).
كما وردت هذه التعابير في روايات أهل السنّة (٢).
وعليه فلا ربّ للسماء والأرض والملائكة والنبيين والأغنياء والمستضعفين والصباح والمساء والكعبة ومكّة والعرش العظيم إلّاالله القادر الواحد.
والتنسيق في شؤون الكون وتنفيذ الأنظمة الحاكمة عليه دليل واحد على وحدة المدبّر ، ولذا نقرأ في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله للزنديق الملحد الذي سأله عن وحدانية الله عزوجل : «فلمّا رأينا الخلق منتظماً ، والفلك جارياً ، واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر ، دلّ صحّة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أنّ المدبّر واحد» (٣).
* * *
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٥١٤ ـ ٥٨٥.
(٢) للمزيد من الإيضاح راجع المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي ، ج ٣ ، ص ٢٠٧.
(٣) توحيد الصدوق ، ص ٢٤٤ ، باب ٣٦ (باب الردّ على الثنوية والزنادقة).