٢ ـ اتّباع الحواس
تمهيد :
عندما يولد الإنسان في هذا الكون فإنّه يرى المحسوسات ويميل إليها ويتّخذها أساساً لمعلوماته ، وعندما يسمو في فكره وعلمه فإنّه يتعرّف تدريجياً على القضايا العقلية والفكرية.
إنّ البعض وبسبب التخلف الثقافي فإن إدراكهم يتوقف على مرحلة الحس ، فلا يمكنهم أن يفكروا أو يؤمنوا بشيء سوى المحسوسات ، فهم يتوقعون بأنّ الله وجود حسي ، فيمكنهم أن يرونه أو يلمسونه! وهذا التوجه يمثل عاملاً مهماً في توجههم لعبادة الأصنام والآلهة المحسوسة ، وعلى مرّ التاريخ.
وبهذه الإشارة نتوجّه إلى القرآن الكريم لنمعن خاشعين في الآيات التالية :
١ ـ (وَقَالَ الَّذِينَ لَايَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَولَا انزِلَ عَلَينَا الملائكَةُ أَو نَرَى رَبَّنا لَقَدِ استَكْبَرُوا فِى أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً). (الفرقان / ٢١)
٢ ـ (يَسئَلُكَ أهْلُ الكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَليهِمْ كِتاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالوا أَرِنَا اللهَ جَهَرةً فَأخَذَتْهُمُ الصَّاعِقةُ بِظُلْمِهِم ثُمَّ اتَّخَذُوا العِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جاءتْهُمُ البَيّنَاتُ فَعَفَونَا عَنْ ذلِكَ وآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً). (النساء / ١٥٣)
٣ ـ (وَقَال فِرعَونُ يَاأَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيرِى فَأَوْقِدْ لِى يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فاجْعَلْ لِّى صَرْحاً لَّعلّى أَطَّلعُ إِلَى إِلهِ مُوسى وَانِّى لَأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ). (القصص / ٣٨)