ثم (١) ان ديدنهم فى الفقه استفادة الوجوب من الجمل الفعلية كقوله تغتسل وتصلى (٢) و (٣) قيل (٤) فى وجهه بان الجمل المزبورة استعملت فى انشاء الطلب وهو (٥) من البعد بمكان. و (٦) لذا ذهب آخرون بان الجمل باق على اخباريته وان
______________________________________________________
شعبان واغتسلوا ليلة النصف منه ، قال الله تعالى (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) ، وفى المعتبرة اغسل ثوبك من ابوان ما لا يؤكل لحمه الى غير ذلك.
(١) الجهة الرابعة فى بيان دلالة الجملة الخبرية فى مقام الانشاء على الوجوب.
(٢) فان فى الآيات والروايات كثيرة كقوله تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) ، (قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) وفى الرواية باب ٢ احكام الخلوة اذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة وفى باب ١ من الخلل رجل لا يدرى واحدة صلى او ثنتين قال يعيد ، رجل شك فى الركعة الاولى قال يستأنف وفى باب ٢ منه الرجل يشك فى الفجر قال يعيد وفى الرواية يتوضأ الى غير ذلك وفى جميع ذلك قد استظهر الاصحاب رضوان الله عليهم الوجوب واستعملت فى افادة الطلب وتدل على طلب متعلقها شرعا وعرفا ويقع الكلام ح فى مقامين.
(٣) المقام الاول فى كيفية دلالتها على الطلب وهو على وجوه.
(٤) منها ما يظهر من كلمات القدماء من انها قد استعملت فى الطلب مجازا.
(٥) ووجه البعد انا نرى بالوجدان انه لا عناية فى استعمالها حين دلالتها على الطلب فانه لا فرق بين نحو استعمالها حين الاخبار بها ونحو استعمالها حين افادة الطلب بها.
(٦) ومنها انه كثيرا ما يخبر العقلاء خصوصا اهل الفن منهم بوقوع بعض الامور فى المستقبل لعلهم بتحقق مقتضية اما للغفلة عن مانعة او لعدم اعتنائهم به لندرة وجوده كما نشاهد ذلك جليا فى اخبار المنجمين والمتطببين بحدوث بعض الحوادث او عروض بعض الاحوال لبعض الاصحاء او المرض لاطلاعهم على تحقق اسباب تلك الامور التى اخبروا بها وعليه يمكن ان يكون ما نحن بصدد بيان وجهه منطبقا على هذا الوجه بمعنى ان من له الامر حيث يعلم ان من مقتضيات وقوع فعل المكلف فى الخارج وتحققه هو طلبه وارادته ذلك منه فاذا علم بارادته ذلك الفعل وطلبه من المكلف فقد