.................................................................................................
______________________________________________________
غير ذاته تعالى موجودا بادلة التوحيد فصدور الصادر الاول يكون واجبا ضروريا وإلّا يلزم تخلف المعلول عن علته التامة وفرض عدم تمامية العلة فى تلك المرحلة خلف لان المفروض ان المعلول هو الصادر الاول وليس هناك شيء آخر غير الواجب حتى يكون لذلك الشى دخل فى وجود الصادر الاول اذ كل ما فرضته غير ذات الواجب فى تلك المرحلة لا بد وان يكون ممكنا صادرا وكلامنا فى الصادر الاول فكل ما يجيب به الاشعري عن هذا الاشكال بالنسبة الى الواجب نجيب به فى المقام ـ لا فرق بينهما فى ضرورية الوجود بل الضرورة فى ارادة العبد بالغير لانها آتية من قبل علتها والضرورة التى فى ارادة الواجب ذاتية لانها عين ذات الواجب ـ ثم ان شيخنا الاستاد اجاب عن هذا الاشكال تبعا لصاحب الحاشية بان الطلب الذى هو عبارة عن حملة النفس وتصديها لتحصيل مطلوبه وهو غير الارادة ـ وانت خبير بان تلك الحملة حادثه وليست قديمة كما هو واضح فيرجع السؤال بان تلك الحملة الحادثة عند وجود علتها التامة ضرورية الوجود كما انها عند عدمها ضرورية العدم ولا بد من انتهاء علتها ايضا الى علة تامة قديمة لبطلان التسلسل فلا فرق من ناحية هذا الاشكال بين ان تكون حملة النفس هو الجزء الاخير من العلة التامة للفعل او تكون هى الارادة والجواب عن هذا الاشكال بان الاختيار ذاتى للنفس لا يسمن ولا يغنى من جوع لانه ان كان مراد هذا القائل من الاختيار فعلية هذه الحملة وانها ذاتية فهذا كذب واضح لان هذه الحملات امور تتجدد على النفس وتنعدم فكيف يمكن ان يكون ذاتية لها وان كان المراد ان قوة هذه الحملات واقتدار النفس عليها ذاتية لها فهذا شيء معلوم ولكن يبقى السؤال ان فعلية هذه الحملة تحتاج الى علة تامة بحيث يجب وجودها بوجود تلك العلة وهكذا ـ ومما ذكرنا ظهر ايضا عدم تمامية ما افاده استادنا المحقق فى هذا المقام وهو ان الاختيار من لوازم وجود الانسان وليس مجعولا بجعل مستقل بل هو مجعول بنفس مجعولية الانسان ثم يلتفت الى ما ذكرنا من ان فعلية الاختيار لا يمكن ان تكون من لوازم وجود الانسان وهذا كذب واضح فيقول ان الاختيار قبل صدور الفعل قوة فى الانسان فاذا صدر الفعل يصير ما بالقوة بالفعل فنقول كل شيء يكون بالقوة فصيرورته فعليا يحتاج الى علة تامة الى ان ينتهى الى علة تامة قديمة لما ذكرنا من بطلان التسلسل وعدم امكان وجود الشى بدون وجود علته التامة وكون النفس علة لتلك