هذا ، ولكنّ الانصاف : عدم دلالة هذه الأخبار إلّا على أنّه لا بدّ من أن يحمل ما يصدر من الفاعل على الوجه الحسن عند الفاعل ولا يحمل على الوجه القبيح عنده.
وهذا غير ما نحن بصدده ، فانّه إذا فرض دوران العقد الصادر منه بين كونه صحيحا أو فاسدا ، لا على وجه قبيح ،
______________________________________________________
المؤمن الواحد ، فمضمون هذه الاخبار ايجابا وسلبا يدل على حمل فعل المسلم وقوله على الصحيح.
(هذا) غاية ما يستدل به من السنة على حمل فعل المسلم وقوله على الصحيح (ولكنّ الانصاف) بنظر المصنّف (عدم دلالة هذه الأخبار إلّا على) الحسن الفاعلي ، بمعنى : (أنّه لا بد من أن يحمل ما يصدر من الفاعل) قولا وفعلا (على الوجه الحسن عند الفاعل) وان كان ذلك القول أو الفعل الصادر غير حسن في نفسه (ولا يحمل على الوجه القبيح عنده) اي : عند الفاعل لقبح الصادر من قول أو فعل منه (وهذا) المعنى (غير ما نحن بصدده) من حمل فعل المسلم وقوله على الصحيح شرعا ، وترتيب الأثر عليه.
وإنّما كان هذا المعنى غير ما نحن بصدده لانه كما قال المصنّف (فانّه إذا فرض دوران العقد الصادر منه) اي : من المسلم (بين كونه صحيحا أو فاسدا ، لا على وجه قبيح) فان بين الفساد والقبح عموما من وجه ، اذ قد يكون الشيء فاسدا ، لكنه لا يكون قبيحا ، والروايات المتقدّمة تقول : لا تحمل فعل اخيك المسلم وقوله على القبيح ، ولا تقول : احمله على الصحيح ، فمن اين يستفاد من هذه الروايات حمل فعل المسلم وقوله على الصحيح مع ان بينهما عموما من وجه؟.