سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٥٩) [النحل]
[الآية ١٠] : وإذا نشرت صحف الأعمال ، وكشفت وعرفت ، فلم تعد مستورة بل صارت منشورة مشهورة.
[الآية ١١] : وإذا السماء كشطت وأزيلت ، فلم يبق غطاء ولا سماء.
[الآيتان ١٢ و ١٣] : وإذا أوقدت النار ، واشتد لهيبها ، ووهجها وحرارتها ؛ وإذا أدنيت الجنّة من المتقين ، تكريما وإيناسا لهم.
[الآية ١٤] : عند ما تقع هذه الأحداث الهائلة في كيان الكون ، وفي أحوال الأحياء والأشياء ، تعلم كل نفس ما قدّمت من خير أو شر ، وما تزوّدت به لهذا اليوم وما حملت معها للعرض ، وما أحضرت للحساب. وهي لا تستطيع أن تغيّر فيه ولا أن تبدّل ، فالدنيا عمل ولا حساب ، والآخرة حساب ولا عمل.
وهنا ينتهي المقطع الأول من السورة ، وقد امتلأ الحس ، وفاض ، بمشاهد اليوم الذي يحصل فيه هذا الانقلاب.
المقطع الثاني
بعد أن ذكرت السورة من أحوال القيامة وأهوالها ما ذكرت ، أتبعت ذلك ببيان أن ما يحدّثهم به الرسول (ص) ، هو القرآن الذي أنزل عليه ؛ وهو آيات بيّنات من الهدى ؛ وأنّ ما رميتموه به من المعايب كقولكم : إنه ساحر أو مجنون ، أو كذّاب ، أو شاعر ، ما هو إلّا محض افتراء.
[الآيتان ١٥ و ١٦] : يقسم الله تعالى قسما مؤكدا بالكواكب ، (بِالْخُنَّسِ) (١٥) : التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية ، (الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (١٦) : التي تجري وتعود الى أماكنها.
[الآية ١٧] : والليل إذا أدبر وولّى ، وزالت ظلمته ، أو إذا أقبل ظلامه.
[الآية ١٨] : والصبح إذا أسفر ، وظهر نوره ، وفي ذلك بشرى للأنفس ، بحياة جديدة في نهار جديد ؛ ومن الجمال في هذا التعبير إضفاء الحياة على النهار والوليد ؛ فإذا الصبح حيّ ينتفس.
«وأكاد اجزم أن اللغة العربية لا تحتوي نظيرا لهذا التعبير عن الصبح : رؤية الفجر تكاد تشعر القلب المتفتّح