الْجُنُودِ) (١٧) الجنود تطلق تارة على العسكر ، وتطلق تارة أخرى على الأعوان ؛ والمراد بهم هنا الجماعات الذين تجنّدوا على أنبياء الله واجتمعوا على أذاهم ، هل أتاك حديثهم؟ وكيف فعل ربك بهم ما يريد.
(فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) (١٨) لقد أهلك الله فرعون وجنده ، ونجا موسى ومن آمن معه ؛ وقصّة ثمود مع صالح معروفة ، فقد عقرت ثمود الناقة التي جعلها الله لهم آية ، وقد أهلكهم الله عن بكرة أبيهم ، ونجّى صالحا ومن معه من المؤمنين.
وخلاصة ذلك : أنّ الكفّار في كلّ عصر متشابهون ، وأنّ حالهم مع أنبيائهم لا تتغيّر ولا تتبدّل ، فهم في عنادهم سواء ، ولكنّ العاقبة دائما للمتّقين ، وبطش الله شديد بالطغاة الظالمين.
[الآيات ١٩ ـ ٢٢] : وفي الختام تقرّر السورة أنّ الكفّار في كل عصر يكذّبون الرسالات ، وهم غافلون عما يحيط بهم من قهر الله وقدرته ، وهو سبحانه محيط بهم وعالم بجميع أحوالهم ، وسوف يؤاخذهم على عملهم ، وهذا الذي كذّب به قومك كتاب شريف ، متفرّد في النظم والمعنى ، محفوظ من التحريف ، مصون من التغيير والتبديل.
مقاصد السورة
١ ـ إظهار عظمة الله وجليل صفاته.
٢ ـ قصة أصحاب الأخدود.
٣ ـ عاقبة المتّقين الجنّة والرضوان ، ونهاية المعتدين الهلاك والحريق.
٤ ـ يبيد الله الأمم الطاغية في كلّ حين ، ولا سيّما الذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات.
٥ ـ القرآن مجيد شريف ، وكفى شرفا أنه كلام الله.