المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «النازعات» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة النازعات بعد سورة النبأ ، ونزلت سورة النبأ بعد الإسراء وقبيل الهجرة ؛ فيكون نزول سورة النازعات في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) (١) وتبلغ آياتها ستا وأربعين آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة إثبات البعث أيضا ، فهي توافق سورة النبأ في الغرض المقصود منها ، وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعدها.
إثبات البعث
الآيات [١ ـ ٤٦]
قال الله تعالى : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) (٨) فأقسم سبحانه ، بما ذكره على أنهم سيبعثون ؛ وذكر جلّ شأنه أنه يوم ترجف الراجفة بعد بعثهم ، تجفّ قلوبهم وتخشع أبصارهم ؛ ثم ذكر استبعادهم لبعثهم ، وقولهم على سبيل الاستهزاء : إنه لو صح لكانت كرّتهم خاسرة ، وأجاب بأنّ أمره لا يقتضي إلّا زجرة واحدة ، فإذا هم بالساهرة أي (القيامة) ؛ ثم ذكر أن فرعون كذّب بهذا قبلهم ، وكان أشدّ
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.