وعن
حمدويه ، عن أيوب بن نوح : «أنّه دفع إليه
دفترا فيه أحاديث محمّد بن سنان ، فقال : إن شئتم أنّ تكتبوا ذلك فافعلوا ، فانّي
كتبت عن محمّد بن سنان ، ولكن لا أروي لكم عنه شيئا ، فإنّه قال قبل موته : كلّ ما
حدثتكم به فليس بسماع ولا برواية ، وإنّما وجدته».
______________________________________________________
جمع الأحاديث ،
فلا يستشكل عليه : بانّ عدم استكثاره من الحديث وهو في متناوله ، يوجب سقوط عدالته
، فلا يؤبه بأخباره وأقواله.
(وعن حمدويه ، عن أيّوب بن نوح أنّه) أي : نوح (دفع إليه) أي : إلى أيوب ولده (دفترا
فيه أحاديث محمّد بن سنان ، فقال) نوح لابنه أيّوب (: إن شئتم أنّ تكتبوا ذلك فافعلوا) أي : إذا أحببتم أنّ تستنسخوا هذه الأحاديث في كتاب آخر
لنفسكم فافعلوا ذلك (فإنّي كتبت) هذه الأحاديث سماعا
(عن محمّد بن سنان ، ولكن لا أروي لكم
عنه) أي : عن ابن سنان (شيئا)
مما سمعت منه ،
بمعنى : إنّه لا تذكروا في كتابكم : أنّه روى نوح عن ابن سنان عن الإمام عليهالسلام الرّواية الفلانيّة ، بل اذكروا إنّا وجدناها في دفتر نوح.
ثم علّل ذلك بقوله
: (فإنّه) أي : ابن سنان (قال
قبل موته : كلّما حدثتكم به فليس بسماع) عن الإمام عليهالسلام (ولا برواية) عمّن سمع من الإمام عليهالسلام (وإنّما وجدته)
في الكتب فرويته ،
ومعنى ذلك : إن ابن سنان حيث لم يسمع عن الإمام عليهالسلام ، ولم يسمع عمّن سمع عن الإمام ، احتاط في الأمر وذكر أن
مصدر أخباره الوجادة لا الرّواية ، وهو مثلما إذا رأى أحدنا كتاب الكافي حيث لم
يسمع الرّوايات عن الكليني ولا عن الإمام عليهالسلام.
__________________