المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «هود» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة هود بعد سورة يونس ، ونزلت سورة يونس بعد الإسراء وقبيل الهجرة ، فيكون نزول سورة هود في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لذكر قصة هود فيها ، وتبلغ آياتها ثلاثا وعشرين ومائة آية.
الغرض منها وترتيبها
يقصد من هذه السورة إثبات تنزيل القرآن مثل سورة يونس ، ولهذا ذكرت بعدها لتكمل الغرض منها ، ولتستوفي جانب القصص الذي ذكر فيها ، وقد ابتدأت بإثبات تنزيل القرآن بالتنويه بشأنه وبيان حاجتهم إليه ، وبتحدّيهم به كما تحدّوا به في سورة يونس ، ثم انتقل من هذا الى القصص لتثبيت النبي (ص) على تكذيبهم له ، ثم ختمت بما يناسب هذا السياق فيها.
إثبات تنزيل القرآن
الآيات [١ ـ ٢٤]
قال الله تعالى : (الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (١) ، فأقسم بهذه الحروف انه كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت فصولا : حلالا وحراما ، ترغيبا وترهيبا ، ونحو ذلك ، وأنه أنزله كذلك ليعبدوه ، ويستغفروه ويتوبوا إليه. ليمتعهم متاعا
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفني في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.