كذلك.
فهذا مجموع ما لحصناه وحصلناه فى إثبات أن النفس شيء غير الجسد ، وأما الدلائل التى ذكرها من تقدم [فقد] (١) لحصناها فى كتبنا وبحثنا عنها واعترضنا عليها بما لم يبق للقائل فيها شك وارتياب.
السادس : قال بعضهم إذا تفحصنا امر النفس وجدناها يفعل بذاتها من غير حاجة إلى البدن ، لأن الإنسان [إذا تصور بالعقل شيئا] (٢) فإنه لا يتصوره بآلة بدنية كما يتصور الألوان بالعين ، والروائح بالأنف فإن (الورقة ٢٦٦ ظ) الجزء الّذي فيه النفس لا يسخن ولا يبرد ولا يتغير عند حصول التصورات العقلية.
الفصل الخامس
فى الدلائل المستفادة من الكتاب الإلهي فى إثبات
أن النفس شيء غير الجسد.
اعلم أن الكتاب الإلهي يدل على صحة هذا المطلوب من وجوه :
الحجة الأولى : أن القرآن دل على أن الشيء المشار إليه بأنه هو الإنسان المخصوص باق بعد الموت لهذا البدن حي ، قاهر ، عاقل ، قال تعالى فى صفة الشهداء : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ) (١. وقال فى صفة المعذبين : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) (٢ ، وقال : (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا
__________________
(١) لفظ غير واضح فى المخطوطة
(٢) هذه العبارة على هامش المخطوطة