غرض ذلك العدو ، وإن لم يحصل بطل عليه سعيه وخاب جده وجهده ، وذلك يدل على أن المذموم لم يقم (١) له وزنا وانه يلحقه بالبهائم والجمادات ، فوجب أن لا يحزن المذموم عند سماع الذم لئلا يصل عدوه إلى مقصوده وغرضه.
(الفصل الرابع عشر)
بيان اختلاف الناس فى احوال المدح والذم (١
للناس أربعة أحوال بالإضافة إلى الذام والمادح (٢ :
الحالة الأولى : أن يفرح بالمدح وبمدح المادح ، ويحزن بالذم وبذم الذام ، وهذا حال الأكثرين وهو أخس الدرجات (٣.
الحالة الثانية : أن لا يفرح بالمدح وأن يمسك لسانه وجوارحه عن مكافاته ويحزن بالذم ، ولكنه يمسك لسانه عن مكافاته ، وهذا أيضا من باب النقصان لكنه بالإضافة إلى ما قبله كمال (٤.
الحالة الثالثة : أنه يستوى (٥ عنده المدح والذم ولا يسوؤه الذم ولا يسره المدح ، وقد يظن بعض الناس هذه الحالة بنفسه ، ولكنه يجب أن يمتحن نفسه وعلامة صدق هذه الحالة أن لا يجد فى نفسه استثقالا للذام عند تطويله الجلوس عنده أكثر ما يجد فى المادح وأن لا يجد فى نفسه زيادة لذة (٢) ونشاط فى قضاء حوائج المادح فوق ما يجده فى قضاء حوائج الذام ، وأن لا يكون انقطاع الذام عن مجلسه
__________________
(١) المخطوطة : لم يتيم / لم يقيم
(٢) أيضا : سده