كان نواة وبذرة لوجود مدرستين للفقهاء عرفتا فيما بعد باسم مدرسة الحديث ومدرسة الرأي ، وكان اكثر المذاهب عملاً بالقياس الحنفية ولذا صار عندهم دليلا مستقلا في مقابل الرأي وخصوا اسم الرأي بحكم العقل من غير طريق القياس.
انتشار الفقهاء في أوائل خلافة عثمان
وفي هذا الدور عند أوائل خلافة عثمان انتشر الفقهاء في الأمصار الإسلامية واخذ أهل كل قطر يأخذون ممن نزل عليه من الصحابة الفتوى والرواية والعلم والمعرفة بعد أن كان عمر بن الخطاب لا يمكنهم من الخروج من المدينة المنورة إلا للقيام بالاعمال التي تخص الخلافة ، فخرج عبد الله بن عباس لمكة المكرمة وتوفي بالطائف سنة ٦٨ ه. وخرج للكوفة علقمة بن قيس النخعي المتوفي سنة ٦٢ ه وسعيد بن جبير الذي قتله الحجاج سنة ٩٥ ه وإبراهيم ابن يزيد النخعي المتوفي سنة ٩٦ ه وخرج لمصر عبد الله بن عمر بن العاص الذي كان يلوم أباه على القيام في الفتنة. وخرج انس بن مالك للبصرة المتوفي سنة ٩٣ ه. وبقي في المدينة المنورة جماعة منهم الإمام علي عليهالسلام وزيد بن ثابت الذي كان عثمانياً ولم يشهد مع الإمام علي عليهالسلام حروبه والمتوفي سنة ٤٥ ه وعبد الله بن عمر بن الخطاب الذي ندم على تركه القتال