بقيت في ذهن المنصور فلما حج سنة ١٤٨ ه الموافق سنة ٧٦٥ م طلب من مالك أن يحمل الناس على مذهبه فأبى مالك ذلك (وقال : لكل قوم سلف وأئمة فان رأى أمير المؤمنين قرارهم على حالهم فليفعل) فاقتنع المنصور بما قاله مالك ولم ينفذ فكرة ابن المقفع وفي سنة ١٦٣ ه الموافق لسنة ٧٧٧ م ذهب المنصور مرة ثانية للحج وعرض الفكرة الأولى على مالك وقال له (ضع الفقه ودوّن منه كتباً وتجنب شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشوارد عبد الله بن مسعود وأقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة لنحمل الناس إن شاء الله على علمك وكتبك ونثبتها في الأمصار ونعهد إليهم أن لا يخالفوها) فكتب مالك الموطأ وأصر على موقفه ولم يرض لحمل الناس على مذهبه. ولما جاء هارون الرشيد للخلافة طلب من مالك أن يكون كتابه الموطأ مرجعاً للقضايا والفتوى ويوزع منه نسخاً على الأمصار الإسلامية للعمل على طبقه فأبى مالك ذلك وأصر على فكرته السابقة فبقي الأمر على ما هو عليه من اختلاف المذاهب في الفقه الإسلامي.
زمن كثرة التصنيف والتدوين للسنة والفقه والتفسير
ويمكن أن يقال إن التأليف والتصنيف وتدوين السنة