[١] : فإمّا أن
يكون «م» الدرجة ميم المبدئيّة ، و «م» الدقيقة ميم المعاديّة ، و «ى» المتوسّطة
بمنزلة القلب لكمال جامعيّة المرتبة الجامعة للبداءة والنهاية.
[٢] : وإمّا أن
يكون «م» الدرجة ميم الملكوت الأعلى ، و «م» الدقيقة ميم الملكوت الأدنى لكون
النفس خليفة العقل ، و «ى» الواسطة اشارة الى استجماع جميع الشؤون ، والاشتمال على
جميع الصور.
ولا يبعد أن يجعل الميمان
للملكوت الأعلى ، كفاية على أنّ النفس القدسيّة الناطقة البشريّة عند استتمام
مرتبة العقل المستفاد واستكمال نصاب التألّه والتقدّس ومهاجرة اقليم الحسّ ومرافضة
عالم الهيولى ـ الّتي هي بالحقيقة [ب ـ ٥٧] القرية الظالم أهلها تنسلخ عن عوارض النفسيّة ، وتستحقّ اسم العقل الناصع وتنخرط في سلك الملكوت الأعلى ؛ وتكون مثابتها في آخر
السلسلة العوديّة مثابة العقل في أوّل السلسلة البدئيّة ؛ فاذن كما كان العقل أولى
المراتب في سلسلة البدء يعود ، فيصير في سلسلة العود أخيرة المراتب ، فيتكرّر
الملكوت الأعلى في دائرة الوجود في النظام الجمليّ أوّلا وآخرا ، كما حرف الميم في
الدائرة الحرفيّة.
ومن الحكماء من
جعل «م» الدرجة ميم المجرّدات ، أعني مطلق عالم الملكوت جملة ، وميم الدقيقة ميم
الماديّات جميعا ، أعني عالم الملك على الاطلاق لكون عالم الملك فرع عالم الملكوت
، و «ي» الواسطة :
[١] : إمّا العالم
المثاليّ الذي هو عالم البرزخ المتوسّط بين المجرّد والمادي.
[٢] : وإمّا اشارة
الى المراتب العشر البدويّة والعوديّة ، أو الى جامعيّة القوّة الفعّالة الجامعة
للصور من حيث الإفاضة والتفعيل ، وجامعيّة القوّة المنفعلة الجامعة من حيث
الحامليّة والانفعال.
__________________