«الشفاء» : «النفس عدد متحرّك». (١) وسنلقيها عليك من ذى قبل ان شاء الله العزيز عند بسط القول في تحقيق أمر القلم لا في كونها موضوعة للدلالة بها على اضافة الأوّل الى العقل بالابداع ؛ فليتعرّف وليتبصّر!
لحاقة واستتمام
ثمّ انّه قال (٢) في هذا الفصل بعد ما ذكر : «ولا يصحّ لإضافته الباري أو العقل إلى النفس ، [اذ ليس] عدد يدلّ عليه بحرف واحد ؛ لأنّ «ه» في «ج» «يه» و «و» في «ج» «يح» ، ويكون للأمر وهو من إضافة الأوّل إلى العقل مضافا «ل» ، وهو من ضرب «ه» في «و» ويكون الخلق ، وهو من اضافة الأوّل إلى الطبيعة مضافة «م» ، لأنّه من ضرب «ه» في «ح» ؛ لأنّ الحاء دلالة الطبيعة مضافة ، ويكون التكوين وهو من اضافة الباري إلى الطبيعة ، وهي ذات مدلولا عليه بالكاف ، لأنّه من ضرب «ه» في «د» ، ويكون جمع نسبتى الخلق والأمر ، أعني ترتيب الخلق بواسطة الأمر ، أعني اللام والميم مدلولا عليه بحرف «ع» ، وجمع نسبتى الخلق والتكوين ـ أعني [ب ـ ٥٤] الميم والكاف ـ مدلولا عليه بالسين ، ويكون مجموع نسبتى طرفى الوجود ـ أعني اللّام والكاف ـ مدلولا عليه بالنون ، ويكون جمع نسب الأمر والخلق والتكوين ـ أعني «ل» ، «م» ، «ك» ـ مدلولا عليه ب «ص». ويكون اشتمال الجملة في الابداع ، أعني «ى» في نفسه «ق» ، وهو أيضا من جمع «ص» ؛ و «ى» ويكون ردّها إلى الأوّل الّذي هو مبدأ الكلّ ومنتهاه على أنّه أوّل وآخر ، أعني فاعل وغاية ، كما بيّن في الإلهيّات مدلولا عليه بالراء ضعف «ق». وذلك غرضنا في هذا الفصل (٣).» انتهى كلامه.
وهذه المقالة أيضا ليست بالمركون اليها عندي بجملتها ، بل أنّ الأمر فيها متشابك. والذي تثلج به النفس ، ويستنيم اليه الفؤاد في تامّل أدقّ ونظر أبلغ هو : أنّ «ك» من ضرب
__________________
(١) طبيعيات «الشفاء» ، الفن السادس ، المقالة الاولى ، الفصل الثاني ، ص ٢٨٣ ، ط الحجرى.
(٢) أى : شيخ الرئيس في «رسالة النيروزيّة».
(٣) راجع : «النيروزية» ، ص ٩٥ ، مع اختلاف يسير.