اللفظ وبسائط التركيب والحركات الاعرابيّة والبنائيّة ، فهي في ازاء مقولات الأعراض ولوازم الماهيات وخواصّ الصور وجبلّات الطبائع وصفات الذوات وعوارض الهويات من فرائض الماهية النوعيّة ـ أى كمالاتها الاولى ـ ونوافل الحقيقة ، أى الكمالات الثانية.
راشحة تشريقيّة (١)
أليس لفظ البداء وهو اسم يسنح وينشأ أخيرا عدده عدد أخير حرفى عالم الطبيعة ـ أعنى «ح» ـ وعدد الفعل الماضى منه ، وهو بدا عدد أخير حرفى عالم النفس ـ أعنى «ز» ـ والفعل المضارع منه ، وهو يبدو عدده «كب» ، وذلك مزاج درجة «ك» ، حرف عالم التكوين. فذلك كلّه يتضمّن اشارات الهيّة وأمارات روحانيّة ، تنبّه من يجد الفطانة مأخوذة بيده ، وتفقّهه أنّ البداء إنّما يكون في عالمى الطبيعة والنفس ، وفي عالم التكوين والتدوين من عالم الخلق بحسب افق ظرف التقضّى والتجدّد والامتداد والسيلان ، والدفعة والبغتة والتدريج والتغيّر ـ وهو الزمان ـ لا في حاقّ عالم الأمر ، ولا بحسب متن نفس الواقع ووعاء صريح الوجود وهو الدهر. ولا بالاضافة الى من هو متعال عن الزمان والمكان والطبيعة والنفس وفوق قلل العوالى وشواهق العوالم كلّها.
ثمّ إنّ المصدر منه وهو البدوّ ، عدده «يب» ، ثاني الأعداد المركّبة ، وأوّل الأعداد الزائدة ؛ وان اعتبر لحاظ التشديد كان عدده «يح» ، الحاصل من ضرب «و» ـ حرف عالم العقل من حيث الإفاضة والاشراق ـ في «ج» ـ حرف عالم النفس [ب ـ ٧٠] من حيث جوهر الذات بما هي هي وبما هي مستضيئة مستفيدة من حريم نور جناب الربوبيّة ـ و «يح» عدد طبقات عوالم النظام الجمليّ.
فأمّا «يب» فمزاجه «يو» مربّع «د» حرف عالم الطبيعة بحسب جوهر الذات بما هي هي وبما هي مولّية وجهها (٢) شطر طوار عالم الافاضة وذو المزاج زائد زوج الفرد وضعف
__________________
(١) [الف ـ ٧٠]
(٢) اقتباس من البقرة ، ١٤٨ : «لكل وجهة هو موليها».