فلا جرم من جهة هذه الخواصّ والمناسبات جعلت الطاء حرف الهيولى ، ووضعت لعالم الهيوليات ، واذ لا يتصحّح للهيولى وجود بالإضافة إلى شيء تحتها ، فلا يصحّ لها حرفان ؛ فإذن فكما ينجذّ (١) عندها ترتيب الوجود فكذلك تنفذ عند «ط» رتبة الآحاد ، ويتبدأ من بعدها دور العقود ورتبة العشرات.
[ى] :
والياء : أوّل مدارات ثاني الأدوار الثلاثة العدديّة ، وثاني المدارات بحسب الطباع في ثالث الأدوار السبعة [الف ـ ٥١] الحرفيّة ، عدد درجتها العشرة ، أوّل عقود العشرات وجذر أوّل عقود المآت ، ونهاية نهايات العدد ، والنهاية الرابعة الّتي هى النهاية الأخيرة ، والمرتبة الجامعة ينتهي عندها دور العدد ، ثمّ يعود الى الواحد ، وهي منتهي بسائط الأعداد وآخر مفرداتها ، ثمّ منها بداءة التركيب ، فيضمّ اليها الواحد ، ويقال أحد عشر ، وذلك عدد مجموع مرتبتيها الدرجة والدقيقة ، وأوّل الأعداد المركّبة ، والفرد الاوّل في المركّبات. ومزاج العشرة من أجزائها العادّة حرف الطبيعة من حيث اضافة التصرّف والتأثير أعني «ح».
وتحصّلها من تعشير «ا» ومن جمع «ج» و «ز» حرفى النفس بالاعتبارين ، وكذلك من جمع «ب» ـ حرف العقل بما هو هو ـ و «ح» حرف الطبيعة بما هي مضافة ، وكذلك من «و» ـ حرف العقل بما هو مضاف ـ و «د» حرف الطبيعة (٢) بما هي هي ، وكذلك من ضرب «ه» حرف الباري سبحانه من حيث إضافة الإبداع والإيجاد في «ب» حرف العقل بما هو هو. فلذلك كلّه جعلت «ى» حرف الإبداع ودلّ بها على اضافة الأوّل الحقّ تعالى سلطانه إلى العقل بما هو ذات ، لا بما هو مضاف إلى ما بعده ، بل إلى عالم العقل كلّه من حيث هو هو.
__________________
(١) ينجذّ : ينكسر ، ينقطع.
(٢) خ : ودخول الطبيعة.