يعرف بهذا الاسم :
لأنّه ضرب من الرجوع » .
وإذ قد استبان من
تواتر هذه الأحاديث وتناقل هذه الأخبار أنّ أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ تقهقروا ونكبوا عن السبيل من بعده ، وتغلّبوا واستأثروا بالحقّ على أهله ؛
فإذن قد استتبّ ما استصحّوه [الف ـ ٣١] واستثبتوا ، وأطبقوا على روايته في
مصابيحهم ومشكاتهم وصحيحيهم وسننهم الأربعة واصولهم الجامعة عن أبى سعيد الخدري ـ رضى
الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «لتتّبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتّى
لو دخلوا حجر ضبّ تبعتموهم! قيل يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ » ومن طريق آخر إنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «ستحذو امّتي حذو بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ،
وحذو القذّة بالقذّة ، حتّى لو دخلوا حجر ضبّ لدخلوا فيه ».
وإذ قد اعتلى عرش
هذا المقام وبلغ بنا حقّ الكلام ذروة هذا السنام ، فلنرجع بإذن الله العزيز العليم إلى ما نحن في سبيله.
[تحليل مسألة البداء]
قال عروة الإسلام
في الأوّلين والآخرين ، شيخ الدين ورئيس المحدّثين ، أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن
اسحاق الكليني ـ رضوان الله تعالى عليه ـ فى جامعه «الكافى» باب البداء ، ومخرّجه
فيه ستة عشر حديثا ، ونحن سنخرج ان شاء الله العزيز وردا ممّا يجب تخريجه أوّلا ،
ومن بعد ذلك نشرح ما خرّجه ثمّ نكّر ، فنأتى بحقّ القول في شرح ما
__________________