مختلفة متفضّلة
بعضها على بعض في الأكل ، ولو لم يكن وراء الجهاز المادي ، قدرة غيبية مؤثرة ، لما
اختلفت الأشجار ولما تنوّعت فواكهها ، مع وحدة الأسباب المادية.
فالآية في ضمن
الاعتراف بتأثير العلل المادية تقودنا إلى عدم الاعتراف بكفايتها في التحوّل ،
وغنائها عن سبب غيبي في تدبيرها.
إلى غير ذلك من
الآيات الدالّة على تأثير العلل والأسباب ، لكن كلّها بإذن ربّها ، لأنّها جنوده
في عالم المادة : (وَما يَعْلَمُ
جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) .
تحليل ما استدلّ
به الأشعري من الآيتين
استدل الأشعري في
ثنايا كلامه بآيتين.
إحداهما : قوله سبحانه : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ
وَما تَعْمَلُونَ) .
إلّا أنّ الكلام
في تفسير (ما) في (ما تَعْمَلُونَ) فهل هي مصدرية أو موصولة؟
والاستدلال مبني
على كونها مصدرية ، بمعنى انّ الله خلقكم وعملكم ، ولكن مقتضى السياق انّها موصولة
، بقرينة ما قبله :
__________________