الكوفة سنة ٣٦ ـ ٣٧.
ومناشدة أمير المؤمنين عليهالسلام بحديث الغدير يوم صفّين سنة ٣٧ لا شكّ فيها ، حين صعد المنبر في عسكره وجمع الناس وخطب خطبة وذكر فيها مناقبه واحتجّ بحديث الغدير.
وأمّا احتجاج الصدّيقة الطاهرة الزهراء البتول سلام الله عليها والسبطين : الإمام الحسن والإمام الحسين عليهماالسلام وعبد الله بن جعفر (رض) وغيرهم من أكابر الصحابة وأفاضلهم والتابعين ، فمذكورة في الكتب المعدّة لنقل أمثال هذه التواريخ المهمة.
فأنت أيّها القارئ الكريم بعد المعرفة والاطّلاع بهذه المناشدات والاحتجاجات ، التي فعلها أمير المؤمنين عليهالسلام في الأزمنة المختلفة والموارد المتعددة ، تعرف كذب ما أورده أبو نعيم عن الحسن المثنّى ابن الإمام السبط المجتبى عليهالسلام ، الذي ذكره صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية ـ ذلك المعاند للحقّ ـ من إنكار دلالة الحديث على النصّ بالولاية (١).
ولا شكّ أنّه مختلق عن لسان الحسن المثنّى وافتراء عليه ، وشأنه أجلّ من أن يقول هذا الكلام المقذع الباطل وهو من الأفائك والمفتريات على هذا السيد الأجلّ الأعظم رضوان الله تعالى عليه.
وتعرف أيضا أنّ ما كتبه إلينا بعض الجهّال القاصرين من النواصب الموجودين في عصرنا في مكتوبه ، من ادّعاء عدم مناشدة أمير المؤمنين عليهالسلام وعدم احتجاجه بحديث الغدير ، ناشئ عن عدم الاطّلاع أو المعاندة للحقّ والنصب والعداء لأهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم.
ولا بأس هنا بنقل حديث الغدير على رواية محمّد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير في كتاب الولاية ، الذي روى فيه حديث الغدير بطرق كثيرة تبلغ خمسا وسبعين طريقا ، وإنّما اخترنا متن الحديث على رواية الطبري ؛ لأنّها على نقله تشتمل
__________________
(١) انظر مختصر التحفة ، ص ١٦١.