أوّل حجاج وقع بهذا الحديث ، ذكره التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي (ره) في كتابه المشهور ، الذي أوصى الإمام الصادق عليهالسلام الشيعة أن يكون عندهم من ذلك الكتاب ، والتعويل عليه ممّا تسالم عليه الفريقان وهو مطبوع قال : ثمّ أقبل عليهم علي عليهالسلام فقال : يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار أنشدكم الله أسمعتم رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم كذا وكذا ، فلم يدع عليهالسلام شيئا قاله فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله علانية للعامة إلّا ذكّرهم إيّاه قالوا : نعم ، فلما تخوّف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه بادرهم فقال : كلّ ما قلت حقّ قد سمعنا بآذاننا ووعته قلوبنا ، ولكن سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الخ ، وهذا ما نقله جمهور الشيعة خلفا عن سلف إلى اليوم.
واحتجّ عليهالسلام بهذا الحديث يوم الشورى على الستة ، الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم مع حيلة منه وقال : أنشدكم بالله أمنكم من نصب رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم غدير خم للولاية غيري؟ قالوا : اللهمّ لا. رواه أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في المناقب (١) ، وأخرجه الإمام الحمويني في فرائد السمطين في باب (٥٨) ورواه ابن حاتم الشامي في درّ النظيم وأخرجه الحافظ الدار قطني وغيرهم جمع كثير من الحفّاظ والمحدّثين.
واحتجّ عليهالسلام بهذا الحديث أيام عثمان في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله في حشد من الناس.
واحتجّ عليهالسلام بهذا الحديث يوم الرحبة سنة ٣٥ لمّا قدم الكوفة وسمع نزاع الناس في خلافته ، حضر في مجتمع الناس بالرحبة واستنشدهم بحديث الغدير ردّا على من نازعه فيها. روى الإمام أحمد عن أبي الطفيل قال : جمع عليّ عليهالسلام الناس سنة خمس وثلاثين في الرحبة ثمّ قال لهم : أنشد بالله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم ما قال لمّا قام؟ فقام إليه ثلاثون من الناس فشهدوا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وقد اهتمّ الرواة بنقل حديث المناشدة في الرحبة ورواه كثير من المحدّثين والمؤرّخين.
واحتجّ عليهالسلام بهذا الحديث يوم الجمل. وقد شهد بهذا الحديث يوم الركبان جمع في
__________________
(١) المناقب للخوارزمي ، ص ٢١٧ ، طبعة تبريز سنة ١٣١٢.