فلم يتّحد الوسط.
ولو كان ذلك ظالما حقيقة لجازت اللعنة لجميع غير المعصوم ـ انتهى.
قال سيدنا الأستاذ الأعظم العلّامة الأكبر السيد «الطباطبائي» (١) ١ ـ ٦٠٣ ـ ١ أدام الله تعالى ظلّه الوارف فيما كتبه إلينا بخطّه الشريف ما هذا نصّه : الحقّ أنّ الإشكال وارد ، والقياس غير منتج ، لكن قول المستشكل : لو كان ذلك ظالما حقيقة لجازت اللعنة على جميع غير المعصوم» انتهى. غير مستقيم ؛ لأنّه مبني ظاهرا على قوله تعالى : (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (٢). والآية في كلا الموضعين محفوفة بالقرينة على أنّ المراد بالظالمين الكفار ، لا كلّ من اقترف معصية. فذيل الآية في سورة الأعراف هو قوله : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ) وفي سورة هود : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) وكذا قوله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (٣) ، فقد وقع قبله قوله : (فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) فالآيات المشتملة على لعن الظالمين لا تدلّ على أزيد من لعن الكفّار.
ولبعض أساتيذنا رضوان الله عليه تقريب آخر لدلالة الآية على عصمة الإمام محصّله: أنّ الإنسان ينقسم بالقسمة العقلية على أربعة أقسام : إمّا ظالم في أوّل عمره وآخره. وإمّا ظالم في أوّل عمره دون آخره. وإمّا ظالم في آخر عمره دون أوّله. وإمّا غير ظالم في أوّل عمره وآخره.
وإبراهيم عليهالسلام أجلّ من أن يسأل الإمامة للقسم الأوّل والثالث ، ويبقى الثاني والرابع ، والآية تنفي القسم الثاني ، فيبقى الرابع وهو المطلوب.
فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون المراد بالظالمين في الآية الكفار؟ ويكون قوله :
__________________
(١) آية الله العلامة صاحب تفسير الميزان ـ أدام الله ظلّه. وهو اليوم من أبطال العلم والدين ومن مفاخر الشيعة ولا سيما السادات العبد الوهابية.
(٢) الأعراف ٧ : ٤٤ ؛ هود ١١ : ١٨.
(٣) غافر ٤٠ : ٥٢.