القرآن تفصيلا نعتقد بنبوّتهم وهم خمسة وعشرون نبيّا ، وأمّا الأنبياء الذين ليس لهم ذكر في القرآن الكريم فنعتقد بنبوّتهم إجمالا ، أمّا ادّعاء شخص أو أشخاص أو قوم أو طائفة أنّ الشخص الفلاني من الأنبياء وليس له ذكر في القرآن فلا قيمة له في نظر الإسلام والمسلمين ، فإنّ الظن لا يغني من الحقّ شيئا.
وأضف إلى ذلك أنّ المعروف بين المسلمين بل بين اليهود والنصارى أيضا خلاف هذا الادّعاء ، وجمع من المؤرّخين صرحوا بكونه ضالّا ومضلّا ، وأضف إلى ذلك كلّه أيضا أنّه ليس ممّا نسبه إلى شيخ الإشراق وكذا إلى قطب الدين الشيرازي في حكمة الإشراق وشرحها عين ولا أثر ، فإنّي تفحّصت الكتاب وشرحه ولم أجد فيه ممّا نسبه إليه أثرا ، وقال الشارح : وزعم الحكيم الفاضل زرادشت ... انظر ص ٣٢١ ، فإن كان الشارح معتقدا بنبوّته ومصرّحا بكونه من الأنبياء فهذا لا يستقيم مع نسبة الزعم المستعمل في خلاف الواقع إليه ، مضافا إلى أنّ ما نسبه إليه أشبه بالخرافة ، فراجع المطلب الذي نقله عنه. وذكره في ص ١٨ ، وأيضا في ص ٣٧٢ وفي ص ٤٣٥ ووصفه الشارح في هذه المواضع بالحكمة والفضل لا بالنبوّة والوحي ، وأمّا السهروردي فاكتفى بذكر اسمه فقط ، فراجع شرح حكمة الإشراق ، المطبوع بإيران ـ طهران سنة ١٣١٥ ، ولعلّه كانت نسخة عند أبي الكلام لم نقف عليها والله العالم ، وإلّا فما ذكره بقوله : وقد صرّح شيخ الإشراق شهاب الدين المقتول في كتابه حكمة الاشراق بأنّ زردشت كان نبيا ... ووافقه في قوله شارح حكمة الإشراق قطب الدين الشيرازي ... انظر ص ٧٢ ـ ٧٣ لا أصل له.
وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب ، يدلّ على أنّهم ليسوا بأهل كتاب ، وقد أمر النبي صلىاللهعليهوآله أن يعامل المسلمون في حقّهم في بعض الأحكام كالجزية ونحوها معاملة أهل الكتاب إرفاقا بهم ، وإلّا لقال : هم من أهل الكتاب ، ولكن قال : «سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب» كما هو محقّق في الكتب الفقهية ، فهم ليسوا من أهل الكتاب حقيقة بل في القول بأنّ لهم شبهة كتاب مسامحة واضحة.
وعليك بالمراجعة إلى ما جاد به يراع سيدنا الأستاذ المرجع الأكبر السيد