أو نقول : دلّ قوله : (آتاهُما صالِحاً) (١) على ذكر ولد ؛ لأنّ صالحا صفة لا بدّ لها من موصوف ، والولد للجنس.
أو نقول : لا نسلّم أنّ النفس الواحدة هي آدم بل غيره من ولده ، وجعل زوجها من جنسها ؛ بدليل قوله تعالى : (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) (٢) (فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) (٣) وهو ماء لفحل (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) لصيرورة ذلك الماء لحما ودما وعظما دعا الرجل وزوجته ربّهما (٤) (لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) وكانت عادتهم الكراهة للبنات (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما) لأنّهم (٥) كانوا يسمّون عبد العزّى وعبد شمس وعبد يغوث ، ثمّ رجعت الكناية إلى جميعهم بقوله : (يُشْرِكُونَ) فليس حينئذ الضمير عائدا إلى آدم وحوّاء.
الثانية : قصّة نوح عليهالسلام وفيها وجهان.
الأوّل : أنّها تتضمّن كذبه عليهالسلام ؛ لأنّه قال : (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) أجيب بقوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) وهو تناقض صريح.
الثاني : أنّ سؤاله كان خطأ.
أمّا أوّلا ، فلقوله : (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٦).
وأمّا ثانيا ؛ فلقوله : (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) بالرفع على قراءة الأكثر ، وهي الأولى ، والضمير يجب عوده إلى مذكور حقيقة وليس هو الابن ؛ لأنّه لا يوصف بالعمل فيكون
__________________
ـ القدر دفعة وفي مدّة ثلاث وعشرين سنة تدريجا في قالب العربيّة. وتحقيق المطلب وتوضيحه في محلّه. وأشرنا إليه فيما تقدّم انظر صفحة ١٨٧ ـ ١٨٨ من الكتاب.
(١) الأعراف ٧ : ١٩٠.
(٢) الروم ٣٠ : ٢١.
(٣) الاعراف ٧ : ١٨٩.
(٤) ربّنا ـ خ : ـ (آ).
(٥) أي ـ خ : ـ (آ).
(٦) هود ١١ : ٤٦ و ٤٧.