عبارة عن جبرئيل تارة ، والحقيقة المحمدية اخرى ، والعقل الأول ، والقلم الالهي ، وروح القدس ، والروح من أمره ، وفي عرف الحكماء عبارة عن العقل الذي بواسطته يفاض العلوم على الأرواح البشرية ، والعالم عبارة عن القلب الذي يحل ويظهر فيه مثل الحقائق والمعلوم عن تلك الحقائق ، والعلم عبارة عن حصول تلك الصور في القلب ، والنور والشعاع عبارة عن الملك الموكل لافاضتها على القلوب البشرية. لبعض العارفين ملخصا (١). منه عفي عنه.
( ٣٢ )
ص ١٢٧ س ٥
لأنها تمنع صفاء القلب وجلائه فيمنع ظهور الحق كالشمس الذي ينكشف بعضه أو كله فيذهب نورها وبهاؤها بقدر ظلمتها ، واليه الاشارة بقوله عليهالسلام : من قارف ذنبا فارقه عقل لا يعود اليه أبدا. أي حصل في قلبه كدورة لا يزول أثرها أبدا ؛ اذ غايته أن يتبعها بحسنة تمحوها فلو جاء بالحسنة ولم تتقدم السيئة لازداد لا محالة اشراق نور القلب ، فلما تقدمت السيئة سقطت فائدة الحسنة لكن عاد القلب الى ما كان عليه قبل السيئة ولم يزدد بها نورا فالاقبال على الطاعة والاعراض عن المعصية هو الذي يجلو القلب ويصفيه ، ولذا قال عليهالسلام : من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم (٢). منه عفي عنه.
__________________
١ ـ راجع إحياء العلوم ٣ / ١٢.
٢ ـ إحياء العلوم ٣ / ١٣.