ازدادت صقالة عن الشهوات النفسية برعاية القوانين الشرعية ازدادت قبولا لانتقاش المارف الحقة كما هو حقه فيها كما سيجيء في بحث اليقين. منه عفي عنه.
( ٢٦ )
ص ١٠٦ س ٩
فاعلم ان تحصيل حقيقة الايمان وبرد اليقين بدلك الطريق أسهل وأسلم وأولى من المسائل الحكمية والجدلية الكلامية فان تأثير كلمات الله ورسله وأنبيائه في القلوب أعظم من تأثير الكلمات العميائية الصادرة عن النفوس الناقصة والعقول الضعيفة ، وان كانت ما كانت ، ويغنيك في ذلك التجربة والمشاهدة عن اقامة البرهان والحجة ، فانا نرى اعتقاد صلحاء العوام كالطود الشامخ لا تحركه العواصف وعقيدة أهل الجدل والكلام كالخيط المرسل في الهواء يفيؤه الريح تارة هكذا وتارة هكذا.
قال الغزالي ما ملخصه : ان العقيدة التقليدية غير خالية عن الضعف في الابتداء ، بمعنى قبولها للازالة لو ألقى الى صاحبها بنقيضها. وليس طريق تقويتها تعلم صنعه الجدل والكلام بل الاشتغال بتلاوة القرآن وتفسيره والحديث وتفسيره ووظائف العبادات ، فلا يزال يقوي اعتقاده ويزداد رسوخا بما يقرع سمعه من أدلة القرآن وحججه وبما يرد عليه من شواهد الأخبار وفوائدها وبما يسطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها وما يسرى اليه من مشاهدة الصلحاء ورؤية سيماهم ومما بهم من الخوف والخضوع والاستكانة ، فيكون أول التلقين كالقاء بذر في الصدر وتكون هذه الأسباب كالسقي والتربية له حتى ينمو ذلك البذر ويقوي وترتفع شجرة طيبة راسخة أصلها